**احتمال انهيار شبكات النقال الأرضية**
تواجه شركات الاتصالات المحلية تحديات متزايدة من شبكات الأقمار الصناعية التي تقدم خدمات الإنترنت عبر منظومات هائلة من الأقمار في مدارات منخفضة، مثل "ستارلينك" وشبكات أخرى أوروبية وصينية. ومن المتوقع أن يتجاوز عدد هذه الأقمار 30,000 قمر خلال الخمس سنوات المقبلة، وقد يتخطى حاجز 100,000 قمر صناعي بحلول عام 2040، مما سيوفر تغطية إنترنت شاملة لمعظم أنحاء الأرض، سواءً كانت على اليابسة أو في البحار والصحاري.
يشكل هذا التطور تهديدًا وجوديًا لشبكات المحمول التقليدية في العديد من الدول، حيث توفر الأقمار الصناعية سرعات اتصال عالية وبتكاليف تشغيل منخفضة نسبيًا بفضل اعتمادها على الطاقة الشمسية وغياب الحاجة إلى صيانة دورية أو تشغيل بشري. ومع توفر الهواتف القادرة على الاتصال المباشر بالأقمار الصناعية تجاريًا، من المتوقع أن ينخفض الاعتماد على الشبكات المحلية، خاصة في الدول التي تعاني من ضعف التغطية وارتفاع التكلفة.
في هذا السياق، أشار الدكتور يارنو نييميلا، رئيس قسم الأبحاث في شركة "إليسا" الفنلندية، إلى أن شبكات الأقمار الصناعية لا تشكل تهديدًا كبيرًا في فنلندا، حيث تغطي الشبكات المحلية أكثر من 95% من البلاد بجودة وسرعات عالية وتكلفة منخفضة جدًا مقارنة بالدخل. في المقابل، تواجه الدول ذات التغطية الضعيفة والكفاءة المنخفضة والأسعار العالية خطرًا أكبر من هذه المنافسة.
تسعى منظمة الاتصالات الدولية (ITU) إلى تنظيم التشريعات لحماية الشبكات المحلية، إلا أن الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي قد يكون لها نفوذ قوي في تغيير هذه التشريعات لصالحها مستقبلًا. ورغم التحديات التقنية والتنظيمية مثل تردد دوبلر العالي وتداخل النطاقات الترددية، من المتوقع أن يتم معالجة الكثير منها بحلول عام 2030.
يتوقع أن تبحث الشركات المحلية حول العالم سبل التعاون مع شبكات الأقمار الصناعية لتقديم تغطية مشتركة، خاصة في المناطق النائية. ومع ذلك، يجب على هذه الشركات تطوير خدماتها وتخفيض تكاليفها بشكل كبير لتجنب خسارة السوق لصالح الشبكات الفضائية القادمة.
هذه دعوة صادقة لشركات الاتصالات المحلية، مثل "ليبيانا" و"المدار الجديد"، لوضع استراتيجيات مبتكرة واستباقية للتعامل مع هذا التحول الكبير والتهديد القادم، وإلا فإن خطر الانهيار سيكون واردًا للأسف.
---
إرسال تعليق